كل شيء في الدنيا عند شرائه يعتمد على النظر، مثلاً في اليابان حين تريد شراء برتقال من الممكن ان تلقي نظرة على الفاكهة وتستحسن واحدة وتشتريها وفي بريطانيا حين تريد شراء (القرنبيط) توازن الاحجام وتأخذ ما يتناسب مع حاجتك.
نحن الشعب الوحيد في العالم الذي لديه خصوصية في شراء البندورة، فهذه العملية لا تعتمد على النظر ولا حتى الحجم، وانما هناك اسلوب مهم يتبعه المواطن هو (الحسحسة) .. كيف؟ سأوضح الأمر..!.
في الغالب الأردني يكتفي بكيلو بندورة إمّا من أجل السلطة وإمّا من أجل (القلاية).. وحين يريد شراءها يمسك (حبة) البندورة ثم يضغطها بين يديه، وبعد ذلك يقوم بعملية (الحسحسة) لاكتشاف الاجزاء التالفة، واذا تطابقت مع المقاييس والمواصفات التي اعتمدها يقوم بوضعها في الكيس.
أحياناً يعتمد أسلوب (التقليب) اي أن يقوم بتقليب (الحبة) بين يديه وممارسة الضغط في محاولة منه لتصنيفها فاذا كانت جامدة فهي تتطابق ومواصفات السلطة اذا كانت (طرية) فهذا يعني انها ستذهب للقلاية.
نسيت ان اوضح امرا مهما آخر وهو ان (بندورتنا) تختلف عن (بندورة) الشعوب الأخرى فنحن لدينا بندورة للسلطة وبندورة للقلاية.
والتصنيف يتم عبر (الحسحسة) والضغط.
احيانا حين تذهب للسيفوي يسترعيك منظر مجموعة من الزبائن وقد اصطفوا حول قطاع البندورة، والمشكلة ان عددهم احيانا يكون عشرة أفراد.. والعشرة مجتمعون يمارسون الحسحسة، وحين يمر مواطن من شرق آسيا يعمل في ملحقية دبلوماسية مثلا فان المنظر يدعوه الى التأمل والاسئلة ماذا يفعل هؤلاء..؟ ولماذا يقومون (بالحسحسة) على البندورة واذا اردت ان توضح له السبب، فستصاب بنوع من الحيرة.. لأن الكوري مثلاً لا يعرف ما هي (القلاية) ويجهل تصنيفات البندورة وآلية (المحسحس) في معرفة ما ينفع للسلطة وما يذهب (للقلاية).
... اذا اردتم التأكد من صدق نظريتي.. فيكفيكم ان (تقذفوا) بحبة بندورة لمواطن اردني ستكون ردّة فعله على الفور قبل اكلها هي (حسحستها)..
...نسيت استعمالاً ثالثاً للبندورة وهو (الفعص) ... فحين تصل النبتة لمرحلة من النضوج التام تذبلْ تماماً وبالتالي تصبح قابلة للفعص من اجل استعمال الماء الخاص بها مع (مرقة الباميا) .. (والمفعّص) هو من أرخص انواع البندورة..
... اقسم ان سياسة التعيينات في بعض المؤسسات تشبه سياسة شراء البندورة اما قلاية واما سلطة.. وهناك جزء كبير يذهب (للفعص)..
.. حتى التعيينات لدينا تعتمد على اساليب منها الحسحسة والضغط واحياناً (الفعص)..